آخر الأخبار

أشخاص يبيعون وجوههم للذكاء الاصطناعي… ثم يندمون!


أشخاص يجلسون أمام شاشات رقمية تعرض وجوه ذكاء اصطناعي، تعابيرهم تعكس الندم بعد بيع وجوههم للذكاء الاصطناعي في مشهد مستقبلي واقعي.


🔄 تم تحديث هذا المقال في 13 نوفمبر 2025 ليشمل أحدث المعلومات

بين الطموح السريع للربح والفضول تجاه الذكاء الاصطناعي، بدأ بعض الأشخاص حول العالم ببيع ملامح وجوههم وحقوق صورهم لشركات تقنية مقابل مبالغ مالية مغرية، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن وجوههم أصبحت تُستخدم في إعلانات، وأفلام رقمية، ومحتوى مثير للجدل دون علمهم أو موافقتهم.

تعريف الظاهرة

في السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي تُعرف باسم “بيع الوجه الرقمي”، حيث تُقدّم شركات ناشئة عروضًا مالية للأفراد مقابل الحصول على صورهم من زوايا مختلفة لاستخدامها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي أو إنشاء روبوتات رقمية تحاكي البشر. هذه الشركات تُسوّق الأمر على أنه “فرصة للربح السهل”، لكن النتائج كانت صادمة للكثيرين.

معلومة جديدة: بعض الشركات تستخدم الآن خوارزميات لتوليد نسخ رقمية للوجوه يمكنها التعبير عن المشاعر أو التفاعل مع المستخدمين في بيئات افتراضية ثلاثية الأبعاد، مما يزيد من تعقيد السيطرة على الصور بعد البيع.

أهمية الموضوع

أهمية هذا الموضوع لا تكمن فقط في الجانب المالي، بل في الجوانب الأخلاقية والإنسانية المرتبطة بالهوية الرقمية والملكية الشخصية. مع انتشار تقنيات توليد الصور والفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن لأي شركة أن تُعيد استخدام وجه شخص حقيقي في محتوى آخر تمامًا — وربما لأغراض لا يرضى عنها صاحب الصورة.

تحديث حصري: بعض الباحثين يحذرون من أن استغلال الوجه الرقمي قد يؤدي إلى خلق شخصيات افتراضية لا يمكن تتبع مصدرها، ما يفتح الباب لاستخدامات مزيفة في السياسة والإعلانات وحتى الترفيه.

قصة الشخص الذي باع وجهه

الخبر الأول الذي أثار الجدل نُشر على موقع LiverpoolWorld، حيث كشف شخص بريطاني يُدعى “Lucy” (اسم مستعار) أنه تلقى رسالة على إنستغرام من شركة تكنولوجيا عرضت عليه مبلغ 1,500 جنيه إسترليني مقابل استخدام وجهه في مشروع ذكاء اصطناعي.

يقول “Lucy” إنه وافق بدافع الفضول، لكن لاحقًا اكتشف أن صورته استُخدمت لإنشاء روبوتات ذكاء اصطناعي تظهر في إعلانات وحملات رقمية حول العالم دون علمه، بل تم تعديل ملامحه لتُطابق شخصيات مختلفة.

تحديث حصري: بعض النسخ الرقمية من وجوه الأشخاص يتم دمجها الآن مع نماذج صوتية، مما يسمح للشركات بإنشاء فيديوهات تظهر الشخص يتحدث ويؤدي حركات لم يقم بها أصلًا.

قصص مشابهة وندم جماعي

تقارير أخرى نقلتها مواقع مختلفة عن ممثلين وأشخاص وقعوا اتفاقيات لبيع “حقوق صورتهم الرقمية” لشركات تسويق الذكاء الاصطناعي، مقابل مبالغ قد تبدو صغيرة مقارنة بما تُحقّق الشركات لاحقًا من خلال استغلال تلك الصور.

إحدى الممثلات قالت: «اعتقدت أن الشركة ستستخدم وجهي في إعلان صغير، لكني تفاجأت برؤية نسختي الافتراضية تروج لمنتجات لا علاقة لي بها».

معلومة جديدة: بعض الأشخاص اكتشفوا أن عقودهم تحظر عليهم استخدام نفس الصور على منصات التواصل الاجتماعي أو في مشاريع شخصية، ما يجعلهم عالقين بين النسخة الرقمية والنسخة الحقيقية.

كيف تُنشأ هذه النسخ الرقمية؟

تبدأ العملية بجمع مجموعة كبيرة من الصور الثابتة أو فيديوهات قصيرة للشخص، ثم تُستخدم نماذج تعلم عميق لتوليد نسخة ثلاثية الأبعاد منه، قادرة على الكلام والحركة والتفاعل. هذه التقنية تُعرف بـ Deepfake أو “الوجه المركب”، وغالبًا ما تُستخدم في الإعلانات أو المقاطع الترويجية دون الحاجة لممثلين حقيقيين.

معلومة حصرية: في إحدى الحالات، وُضع شرط في العقد بأن صاحب الوجه لا يحق له استخدام نفسه في “أشغال محتوى اضطراري” أو الترويج لعلامات تجارية مستقلة بعد بيع حقوقه — أي إنه تجنّب المنافسة مع النسخة الرقمية الناتجة.

تحديث جديد: بعض النسخ الرقمية تُستخدم الآن في البيئات الافتراضية للواقع الممتد (XR)، مما يسمح بتفاعل الأشخاص مع النسخة الرقمية كما لو كانت شخصية حقيقية.

التحديات القانونية والأخلاقية

أكبر إشكالية في هذا المجال هي غياب القوانين الصريحة التي تحمي “ملكية الوجه الرقمي”. ففي معظم الدول، لا يوجد نص قانوني يمنع الشركات من استخدام صورة شخص بعد توقيعه عقدًا عامًا، حتى لو تم إساءة استخدامها لاحقًا.

لهذا، تُطالب منظمات مثل Equity البريطانية برفع سقف الحماية وفرض تشريعات تُجبر الشركات على إيضاح نطاق استخدام الصور والوجوه في مشاريع الذكاء الاصطناعي، مع حق الشخص في سحب موافقته في أي وقت.

معلومة جديدة: بعض الدول بدأت بمناقشة قوانين تلزم الشركات بالإفصاح عن أي تعديل على الوجه الرقمي أو استخدامه في محتوى مولّد بواسطة AI لضمان الشفافية وحماية حقوق الأفراد.

نصائح للمستخدمين

إذا عرضت عليك شركة تقنية شراء صورك أو استخدام وجهك في مشروع ذكاء اصطناعي، فاحرص على:

  • قراءة العقد بدقة ومعرفة أين ستُستخدم صورك تحديدًا.
  • تجنّب إرسال صور الوجه بوضوح من زوايا متعددة دون معرفة الجهة المستفيدة.
  • تأكد من أن العقد يتيح لك سحب الإذن متى أردت.
  • احذر من العروض المجهولة على شبكات التواصل الاجتماعي.
  • تحديث حصري: التوثيق القانوني لأي عقد مع شركة AI يضمن لك إمكانية المطالبة بتعويضات إذا تم استخدام وجهك بشكل مخالف.

أثر الظاهرة على المجتمع

هذه الظاهرة تُظهر كيف أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحويل الإنسان إلى “بيانات رقمية” يمكن بيعها وتداولها. كثيرون ممن شاركوا في هذه التجارب شعروا لاحقًا بالندم والقلق، ليس فقط لفقدان السيطرة على صورتهم، بل لشعورهم بأن جزءًا من هويتهم لم يعد ملكًا لهم.

للاطلاع على آثار أخرى لاستغلال محتوى الأشخاص بالذكاء الاصطناعي، يمكن الرجوع إلى مقالنا السابق AI Slop: اكتشف غزو الفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي ليوتيوب وكيف تحمي قناتك منها، الذي يستعرض كيف يتم تحويل الفيديوهات الرقمية واستخدامها دون موافقة أصحابها وكيفية حماية القنوات من هذا الاستغلال.

أسئلة شائعة

هل هذا “رجل/امرأة حقيقية” تم تصويره؟
نعم الشخص الحقيقي أرسل صوره وتعاقد مع الشركة، لكن ما يُعرض لاحقًا هو نسخه الرقمية التي تُستعمل في محتوى مختلف.
هل يُعدّ هذا المقابل المالي قانونيًا؟
نظريًا نعم — إذا وقّع الشخص العقد، لكن المشكلة أن العقود غالبًا تحتوي على شروط تُلغي حقوقه لاحقًا أو تحوّل وجهه إلى أداة تجارية.
ما الذي يمكن أن يحدث لصورة الوجه بعد البيع؟
يمكن أن تُستخدم في روبوتات الذكاء الاصطناعي، محتوى تسويقي، إعلانات، أو حتى محاكاة صوت ووجه في فيديوهات — وقد لا تعرف أنت متى وأين تُستخدم.

راينا في AI-Alarabi

نحن نرى أن هذه الظاهرة تشكّل جرس إنذار واضح لكل مستخدم في العصر الرقمي: التكنولوجيا تتقدّم بسرعة، لكن القوانين والأخلاق لا تلحق بها بنفس الوتيرة. عندما تُصبح وجوهنا بيانات قابلة للشراء، تفقد الصورة جزءًا من إنسانيتها. إن الموافقة السريعة مقابل مبلغ مالي قد تبدّل حياة الشخص بطريقة لا يمكن العودة عنها بسهولة.

نعتقد أن على الشركات التي تعرض مثل هذه الصفقات أن تُقدّم شفافية تامة، وأن تشرح للمستخدم ليس فقط “كم سأدفع لك”، بل “متى وأين وكيف سيُستخدم وجهك”. وعليك أنت، كفرد، أن تسأل: هل أملك حق الوقوف مجددًا؟ وهل يمكن أن أقول «كلا» بعد أن تُستخدم صورتي؟

تحديث حصري: في AI-Alarabi، نوصي بإنشاء سجل رقمي للوجوه عند التعامل مع منصات AI، لتوثيق أي استخدامات مستقبلية وحماية الحقوق القانونية.

خاتمة

بين الحلم والندم، تفتح ظاهرة بيع الوجه للذكاء الاصطناعي بابًا واسعًا للنقاش حول الحدود الأخلاقية في العالم الرقمي. ما يبدو عرضًا مغريًا اليوم قد يتحول إلى كابوس رقمي غدًا. لذا، تبقى القاعدة الذهبية: احمِ وجهك… فهو ليس مجرد صورة، بل هو هويتك.

المصادر




تعليقات