
قرار Meta باستخدام بيانات محادثات الذكاء الاصطناعي لاستهداف الإعلانات يمثل تحولًا كبيرًا في كيفية جمع واستخدام بيانات المستخدمين. هذا التغيير يثير تساؤلات جديدة حول الخصوصية والشفافية، ويضع Meta في موقع ريادي ضمن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإعلان الرقمي، مع فتح المجال لمزيد من النقاش حول التحديات الأخلاقية والتنظيمية المتعلقة بذلك.
لماذا هذا الخبر مهم الآن؟
الخبر مهم لأنه يوسّع نطاق المصادر التي تعتمد عليها منصات التواصل في بناء ملفات تعريف المستخدمين واستهداف الإعلانات — من نشاط التصفح والإعجابات إلى محادثاتك الشخصية مع مساعدات الذكاء الاصطناعي. هذا التغيير يؤثر على تجربة كل مستخدم يتفاعل مع ميزات Meta AI، ويضع أسئلة جديدة حول الشفافية والخصوصية. إضافة إلى ذلك، يمثل هذا القرار مؤشرًا على توجه Meta لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق في تجربة المستخدم اليومية، وتحويل البيانات التفاعلية إلى أصول تجارية قابلة للقياس والتحليل، وهو ما قد يشكل نموذجًا يُحتذى به مستقبلاً في شركات التواصل الاجتماعي الأخرى.
مزايا تدّعيها Meta
- تخصيص أفضل للمحتوى: يمكن لنتائج المحادثات أن تساعد الخوارزميات على عرض منشورات وفيديوهات وإعلانات تتوافق بدقّة أكبر مع اهتمامات المستخدم الفورية.
- تجربة مستخدم متماسكة: عند ربط الحسابات عبر خدمات Meta، قد ترى توصيات متكاملة عبر Facebook وInstagram وReels وVibes (الخلاصة الذكية للفيديوهات).
- تمويل وتوسيع خدمات AI: الاستفادة من بيانات المحادثات تساعد Meta في تحويل ميزات الذكاء الاصطناعي المجانية إلى نموذج أعمال يدعم استثماراتها الضخمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
- تحسين أدوات الذكاء الاصطناعي: البيانات من المحادثات يمكن استخدامها لتحسين قدرات فهم اللغة الطبيعية، وتحليل المشاعر، وتطوير تجارب تفاعلية أكثر ذكاءً مع المستخدم.
تفاصيل تقنية ونطاق التطبيق
حسب إعلان الشركة وشرحها الإعلامي، البيانات التي ستُستخدم تشمل المدخلات النصية والصوتية وحتى الوسائط المرتبطة بـ Meta AI (مثل الصور أو التسجيلات ذات الصلة) — وذلك بشرط ربط المستخدم لحسابه عبر منتجات الشركة. التغيير سيطبّق على المستخدمين الذين يستخدمون ميزات Meta AI ولن ينطبق مبدئيًا على المستخدمين في المناطق الخاضعة لقيود تنظيمية صارمة (مثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية) عند انطلاقه. كما ستتضمن العملية آليات معالجة للبيانات بهدف تقليل التعرض لمخاطر التسرب، بما في ذلك تشفير المحادثات أثناء النقل والتخزين، واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات بشكل مجمّع بدلاً من فردي في بعض الحالات.
التقييدات والضمانات التي أعلنت عنها الشركة
- أبلغت Meta أنها لن تستخدم المحادثات التي تتضمن مواضيع حساسة (دين، سياسة، صحة، توجه جنسي، إلخ) في استهداف الإعلانات.
- أشارت أيضًا أن المستخدمين سيحصلون على إشعارات داخل التطبيقات وبالبريد الإلكتروني قبل تطبيق التغيير فعليًا.
- تضمن Meta أدوات لإدارة البيانات والموافقة على الاستخدام داخل إعدادات الخصوصية، مما يسمح للمستخدمين بمراجعة نوعية البيانات التي تُستخدم لتخصيص الإعلانات.
تحديات ومخاطر واضحة
رغم الضمانات، هناك عدة مخاطر حقيقية ومبررات للقلق من المستخدمين والجهات التنظيمية:
- الخصوصية والشفافية: استخدام محادثات شخصية كمصدر لإشارات استهداف يزيد من حساسية البيانات ويستدعي توضيحًا دقيقًا لطريقة المعالجة والاحتفاظ بالبيانات.
- عدم إمكانية الإقصاء (No opt-out): أعلنت الشركة أن المستخدمين الذين يستخدمون ميزات Meta AI لن يكون لهم خيار الاشتراك أو الإلغاء عن هذه الخاصية — مما يثير قضايا الاختيار الحر للمستخدمين.
- إمكانية التسرب عبر ربط الحسابات: عندما تربط حسابات متعددة (مثل Instagram مع Facebook)، قد تنعكس محادثاتك في مكان آخر ضمن منظومة الشركة.
- الاستثناءات التنظيمية: الاستثناء المؤقت للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية يوضح أن الشركة قد تحتاج لتعديلات امتثال محلية، لكن المستخدمين في بقية الدول سيواجهون التطبيق الكامل للتغيير.
- تحديات ثقافة المستخدم: بعض المستخدمين قد لا يفهمون تمامًا كيف ستُستخدم محادثاتهم، مما يستدعي جهود تثقيفية من Meta لضمان تقبل الجمهور لهذه السياسة الجديدة.
- تأثير على سمعة العلامة التجارية: أي انتهاك أو سوء فهم لطريقة استخدام البيانات قد يؤدي إلى تراجع الثقة بالمعلنين أو بالمنصة نفسها.
ردود الفعل المتوقعة—جمهورياً وقانونياً
من المتوقع أن تتصاعد أسئلة الخصوصية من المستخدمين والمنظمات المعنية بحقوق البيانات، بينما قد يضغط بعض المعلنين والمنصات على الشركة للاستفادة من إشارة بيانات المحادثات لتعزيز نتائج الإعلانات. كما أن الجهات التنظيمية في دول مختلفة قد تطالب بمزيد من الشفافية أو قيود تقنية على طريقة استخدام هذه البيانات. من المحتمل أن نشهد تحديثات تشريعية أو توجيهات جديدة ضمن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول استخدام محادثات الذكاء الاصطناعي في الإعلانات خلال السنوات المقبلة.
تأثير ذلك على المسوقين والمعلنين
للمعلنين، هذه المرّة تعني وصولًا لمصادر إشارات جديدة لتعزيز الاستهداف والدقة — لكن بنفس الوقت ستتطلب أدوات قياس جديدة وشفافية مع الجمهور لأن أي استخدام عدائي أو مزيج بيانات غير موضّح قد ينعكس سلبًا على ثقة العلامة التجارية. كما قد يفتح هذا المجال أمام حلول برمجية متقدمة تعتمد على تحليلات الذكاء الاصطناعي لمراقبة فعالية الحملات الإعلانية وقياس مدى استفادة الإعلانات من إشارات المحادثات.
نصائح عملية للمستخدمين الآن
- راجع إعدادات الحساب: تأكد من ربط الحسابات بطريقة مدروسة وفهم أي خدمات AI تَستخدمها.
- اقرأ إشعارات Meta: ستبدأ الشركة بإرسال إخطارات في أكتوبر — اطلع عليها لتعرف تفاصيل ما سيُجمع وكيف سيُستخدم.
- تجنّب مشاركة معلومات حساسة: حتى مع وعود الاستثناء، تجنّب إدخال معلومات طبية أو سياسية حساسة في محادثاتك مع المساعدات الذكية.
- تفكير بديل: إن كانت الخصوصية أولوية، تجنّب استخدام ميزات Meta AI أو استخدم حسابًا منفصلًا لا يرتبط ببروفايلك الأساسي.
- تفعيل أدوات الخصوصية: استخدم إعدادات الخصوصية المتقدمة، وأدوات التشفير عند توفرها، وراقب نشاط حسابك بشكل دوري.
توصيات للصحافة والباحثين
هذا القرار يوفر مادة قيمة للبحث والتحليل: تتبع كيف ستُستخدم إشارات المحادثات في تحسّن معدلات النقر وتحويلات الإعلانات، ودراسة أثر ذلك على سلوكيات المستخدمين، بالإضافة لفحص إطارات الامتثال التنظيمي المختلفة وتأثيرها على تطبيق الميزة عالمياً. كما يمكن تحليل التفاوت بين المناطق التي تطبق فيها الميزة بالكامل والمناطق التي لديها قيود تنظيمية، مما يوفر بيانات قيمة حول تأثير الامتثال على تجربة المستخدم والأداء التجاري.
للمزيد عن كيفية تحول الذكاء الاصطناعي في البحث الذكي والإعلانات، يمكنك الاطلاع على Google AI Mode: مستقبل البحث الذكي بدأ اليوم!، الذي يوضح كيف تؤثر تقنيات AI على تجربة المستخدم وتخصيص المحتوى.
الأسئلة الشائعة
- هل يمكنني إيقاف استخدام محادثاتي في استهداف الإعلانات؟ حالياً، المستخدمون الذين يستخدمون ميزات Meta AI لن يكون لديهم خيار كامل للإلغاء، لكن يمكن التحكم في بعض إعدادات الخصوصية وتقليل ربط الحسابات.
- هل يشمل هذا التغيير جميع المستخدمين عالميًا؟ سيتم تطبيقه في معظم الدول، مع استثناءات مؤقتة في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية بسبب القيود التنظيمية.
- ما نوع البيانات التي ستُستخدم؟ يشمل ذلك المدخلات النصية والصوتية، والوسائط المرتبطة بـ Meta AI مثل الصور أو التسجيلات، مع استثناء المواضيع الحساسة.
- هل ستؤثر هذه الميزة على خصوصية بياناتي؟ نعم، إذ تُستخدم المحادثات الشخصية لإشارات استهداف الإعلانات، ما يستدعي مراقبة دقيقة لإعدادات الخصوصية وفهم كيفية معالجة البيانات.
- كيف يمكنني حماية بياناتي؟ يوصى باستخدام حسابات منفصلة للذكاء الاصطناعي، تجنب مشاركة معلومات حساسة، ومراجعة إشعارات Meta باستمرار.
رأينا في AI‑Alarabi
في AI‑Alarabi، نرى أن خطوة Meta تمثل مرحلة جديدة في دمج الذكاء الاصطناعي بالمنصات الاجتماعية، لكنها تثير تحديات كبيرة حول الخصوصية والشفافية. نعتقد أن استخدام المحادثات الشخصية في الإعلانات يمكن أن يحسّن الاستهداف والدقة الإعلانية، لكنه يجب أن يكون مصحوبًا بإشعارات واضحة وآليات تحكم قوية للمستخدمين. بالنسبة للباحثين والمسوقين، يوفر هذا القرار فرصة لدراسة أثر البيانات التفاعلية على سلوك المستخدمين وتحليل الأداء الإعلاني، لكن بالنسبة للمستخدمين العاديين، فإنه يسلط الضوء على الحاجة لتثقيفهم حول إدارة بياناتهم بشكل آمن وذكي.
خاتمة
قرار Meta باستخدام محادثات الذكاء الاصطناعي في استهداف الإعلانات هو علامة بارزة في مسار دمج الذكاء الاصطناعي بالأعمال الإعلانية. يحمل القرار فرصًا تجارية وتقنية مهمة للشركات والمعلنين، لكنه يفتح أيضًا ملفًا معقّدًا من قضايا الخصوصية والشفافية التي ستحدد كيفية قبول الجمهور لهذه التقنيات أو مقاومتها. مستقبل استخدام البيانات الشخصية في الإعلانات سيحتاج لتوازن دقيق بين الابتكار وحماية الحقوق الرقمية للمستخدمين، وقد يشكل نقطة تحول في صناعة الإعلان الرقمي على مستوى العالم.
المصادر
- Reuters — Meta to use AI chats to personalize content and ads (Oct 2025)
- Wall Street Journal — Meta will begin using AI chatbot conversations to target ads
- The Verge — Meta will soon use your AI chats to personalize your feeds
- TechCrunch — Meta plans to sell targeted ads based on data in your AI chats
- 9to5Mac — Meta will use your chats with AI to sell hyper-targeted ads